قصص

قصه مستودع الانابيب

قصه مستودع الانابيب , عمرك فكرت لو الظروف حكمت عليك بالفقر والجهل هتعمل اي… ازاي واحد ميكنش عنده حرية الاختيار في حياته.. طيب السؤال الاهم.. هل احنا مخيرين ام مسيرين؟ الإجابة الي عندي في بعض الحاجات بتختارها وبعض الحاجات بتتفرض عليك وده طبيعي لكن لما الظروف تفرض عليك الفقر والجهل هتعمل اي؟ مش معاك فلوس تصرف على نفسك ولا شهادة عشان تعرف تشتغل.. ساعتها هيكون تصرفك اي
كنت واقف قدام الدولاب بلم شنطة هدومي عشان امشي انا الشاب الي اتحكم عليه انه يقول حاضر من غير ما يفكر وهفكر ازاي وانا جاهل.. كل همى كانت الفلوس عشان اعرف اعيش ومش مهم اي حاجة تاني… لكن خلاص انا مش قادر اتعامل معاهم تانى .. مش هقدر اتعامل مع الاموات تاني مبقتش قادر اتحمل.. اكيد دلوقتي بتقولوا عليا مجنون بس عادى ما كل الناس قالت كده بس محدش شاف الي انا شوفته هنا.. محدش شاف الجثث وهي بتتكلم
…..
مستودع الانابيب
الجزء الاول
قبل ما أبدأ اسجل حكايتي علي مجموعة من الشرايط لاني جاهل مش بعرف اكتب.. بطلب منكم انا مش عايز اصعب عليكم اه هي الحكاية صعبة ولكن كل الي بطلبه منكم انكم تصدقوني بس.. انا طلبت من الشخص الي بينقل ليكم القصة يعدل كلامي عشان تقدروا تفهموا الحكاية كويس
طيب انا مين.. انا جابر اه جابر بس مفيش أب.. اكيد بتسألوا ازاي يعني.. هتعرفوا كل حاجة بس واحدة واحدة… سني دلوقتي 23 سنة ده بالتقدير كده عشان انا معرفش اتولدت امتى.. انا هجاوب علي الأسئلة الي جات في بالكم.. انا فتحت عينيا علي الدنيا ولقيت نفسي في ملجأ، مكان مليان اطفال كتير بيلعبوا ومبسوطين.. لحد ما جيه واحد اسمه سعفان كان راجل في الثلاثين من عمره كده هو ومراته عشان يتبنوا طفل.. ووقع الاختيار عليا انا مش هقولكم كان سني صغير وهما ضحكوا عليا وكنت فاكر انهم ابويا وامي وجو المسلسلات ده لا.. من اول يوم وهما بيعملوني عادى ولما كبرت شويه عرفوني اني مش ابنهم واني كنت في ملجأ.. وعشان انا مش ابنهم اكتفوا بأكلي وشربي ومكان النوم ودخلوني مدرسة ابتدائي بس وعشان كده بقيت اعرف اقرأ بس وبكتب بالعافية ومن بعدها مكملتش تعليمي… لحد ما وصل سنى 20 سنة وساعتها جالي سعفان وقلي
_ اسمعني كويس يا جابر اظن اني مقصرتش معاك نهائي بالعكس انا كبرتك وخليتك راجل ولازم دلوقتي تعتمد على نفسك وتشتغل
_اشتغل اي ومين اصلا هيقبلني في وظيفة دلوقتي
_مش مشكلتى اتصرف انا مش هقدر اصرف عليك وانت في السن ده وشحط كده
_ يعني اي برضو مش فاهم ولو رفضت يعني هتعمل اي
_ ترفض، ترفض اي انا مش جاي اخد رأيك انت هتسيب البيت.. النهاردة بكرة هتسيب البيت وتروح تشوف مصلحتك بعيد عني
_ طيب هتلي شغل وانا همشي ومش هتشوف وشي تاني
_ ماشي يا جابر بكرة هجبلك شغلانة وبعدين تمشي ومشوفش وشك تاني
تخيلوا معايا ده المفروض انه حوار مع الشخص الي رباني.. شوفتوا اسوة كدة، نمت في اليوم ده وانا ببكي خلاص هسيب البيت.. المكان الوحيد الي اعرفه.. نمتمعرفش قد اي.. صحيت على صوت سعفان بيقولي
_قوم يا بيه كفاية نوم قوم
_نعم عاوز اي؟
_جبتلك الشغلانة الي قولتلك عليها.. شغلانة حلوة وبتوفر سكن عشان متحترش
_ والشغل ده فين؟
_في مستودع الانابيب الي في القرية الي جمبنا
انا اول ما سمعت اسم المكان حسيت كأني ادلق عليا جردل مية سقعة في عز البرد وخوفت وقولتله
_ انت عايز توديني المكان ده انت عايز تخلص منى
_ اخلص منك اي المكان مفهوش اي حاجة وكل الي بيتقال عليه كلام فاضي
بالمناسبة مستودع الانابيب ده سمعته زفت اتقال ان في 6 رجالة اتحرقوا فيه زمان وان اشباحهم بتظهر للناس وبتطاردهم… مكنش قدامي حل تاني قصاد واحد اتجرد من الاحساس والقلب وعشان كده بدأت اجهز شنطتى عشان اسافر وسعفان قلي انه كلم الراجل هناك وهو في انتظارى
احساس الخوف لسه جوايا وقلقان.. خرجت من البيت الي خلاص مش هرجعله تاني وركبت مواصلة لحد القرية الي جمبنا والي فيها المكان الي كل الناس بتقول عليه المكان الملعون ومش بيشتغل فيه غير المضطر زي حالاتى.. وصلت المستودع.. كان عبارة عن مكان محاط بسور من بره وعليه سلك شائك وليه بوابة ضخمة لونها اسود وقاعد قصاد البوابة واحد لابس جلبية وعمة علي راسه وقلي
_ اي خدمة يا استاذ
_ اه انا الي جاي اشتغل هنا
_ شكلك مضطر عشان جاي تشتغل هنا
_اشمعنا يعني؟!
_ اصل المكان سمعته سبقاه فلو هتشتغل هنا احسنلك تغمض عينيك وتخيط بوقك يعني بالعربي ملكش دعوة بالي بيحصل
وسبني وراح فتح البوابة وقال ادخل… كلام الراجل ده وترني اكتر من متوتر.. دخلت جوه خليني اوصف المكان عشان تكونوا معايا في الصوره… مكان عبارة عن 5 مباني.. المبني الاول مخزن كبير للانابيب.. المبني التاني كان عبارة عن مخبز.. المبنى التالت كان ميس او المكان الي بناكل فيه.. المبني الرابع كان عنبر للعاملين.. والمبني الاخير كان مبيت المدير ومكتبه.. المكان من جوه وبليل شكله مخيف لوحده من غير اي حاجة اصلا
المهم أن الحارس الي بره والي كان اسمه مدكور قلي اني هروح عند مكتب سمير بيه ده صاحب المستودع
روحت فعلاً وخبطت على الباب رد عليا صوت من جوه وقلى ادخل
_السلام عليكم انا جابر الي جاي من طرف عم سعفان
_ قصدك الراجل الي رباك وانقذك من الملجأ
مكنتش عارف ارد اصعب حاجة لما حد يفكرك بماضي صعب وانت مش عايز تفتكروا.. قطع تفكيرى صوته من تاني
_انت هتشتغل في المخبز الي هناك ده وهتاخد مرتب كويس واظن انك ملكش حد تنزله اجازة يعني مقيم هنا على طول.. عاوزك تشد حيلك عشان الشغل هنا صعب
_حاضر يا باشا هشد حيلى وهشتغل كويس
_ يلا دلوقتي روح نام.. مدكور وديه عنبر العاملين
اخدني مدكور ووصلني العنبر وقال النوم هنا بميعاد عشرة بالدقيقة عشان تقوم مفوق يعني زي الجيش كده
دخلت العنبر ولقيت سرير ودولاب.. حطيت شنطتى جوه الدولاب.. ونمت من التعب والارهاق والهموم.. باب العنبر كان مقفول، قلقت كده في نص الليل على صوت نقر او حاجة بتخبط في الباب أشبه بصوت طوب بيترمى على الباب
قومت من مكاني ورحت عند باب العنبر وفتحت الباب كان حصى الي هو الطوب الصغير جداً ده ومفيش دقيقة وشوفت اكتر حاجة مرعبة.. المخبز كان بيولع ونار بتولع فيه من كل حتة.. جيت اصحى حد.. لقيت صوت من ورايا بيقولي انت واقف عندك بتعمل اي.. اتلفت كان مدكور
_المخبز بيولع يا مدكور.. المخبز بيولع
_مخبز اي الي بيولع مااهو المخبز زي الفل اهو
بصيت بتلقائية على المخبز ملقتش نار ولا اي حاجة والمخبز سليم… يا نهار اسود انا متأكد من الي شوفته من الواضح كده ان كلام الناس عن المكان ده هيطلع بجد
سبت مدكور الي كان عمال يتكلم وانا مش سامع بيقول اي من كتر ما سرحت ودخلت اكمل نوم لكن واضح انها ليلة مفهاش نوم.. صحيت تاني على ناس بتصرخ وبتثتغيث.. الحقونا حد يلحقنا حد يطفي النار دي بسرعة.. قومت من مكاني المرة دى بسرعة عشان اشوف اي الي بيحصل بره.. مفيش حاجة.. قولت هدخل الحمام هي ليلة ما يعلم بيها الا ربنا
ودخلت الحمام.. نظام الحمام 3 احواض عليهم مرايات وبعدين في 3 حمامات.. دخلت الحمام وخلصت وخرجت وانا ماشي حسيت بنفس ورايا اتلفت لكن…. يتبع الجزء الثاني
مستودع الانابيب
الجزء الثاني
وانا ماشي حسيت بنفس ورايا اتلفت مفيش حاجة خالص.. لكن علي مرايا الحوض لقيت دم او اسم مكتوب بالدم وائل.. مين وائل.. لقيت صوت في ودني بيقولي وائل وائل… خرجت اجري بره الحمام وفضلت صاحي لحد الصبح هنام ازاي في الرعب ده وبعدين ده اول يوم يحصل فيه كده ما بالكم بقا بالي جاي
تاني يوم
العنبر كله صاحي علي الساعه 8 دخلنا الحمام ولبسنا ورحنا الميس فطرنا.. وكل واحد اتحرك علي شغله.. الغريب بقا ان محدش سألني انت جديد هنا ولا جيت امتي ولا منين!.. كنت مستغرب.. لكن بدأت انا اقرب من الناس واعرفهم بنفسي.. قربت من الناس وقولتلهم انا اسمي جابر جديد معاكم هنا… سلم عليا واحد وقلي اهلا انا ابراهيم، وواحد تاني قلي انا مسعد نورت، اما التالت فقلي اهلا بيك انا وائل…انا سمعت الاسم وتنحت، مين وائل.. قلي
_مالك هو انت تعرفني؟
_ها لا لا معرفكش.. معرفكش
_طيب انا هعرفك على الناس كلها وهنفهمك الدنيا هنا ماشية ازاي
هزيت دماغي انه تمام يعني.. خلصنا شغل علي الساعة 2 الظهر.. ودخلنا نتغدي في الميس.. لقيت وائل جاي ومعاه الناس كلها الي بتشتغل معانا وقعدنا كلنا علي ترابيزة واحدة وقال ده جابر يا جماعة جديد معانا هنا رحبوا بيه.. بدأت الناس ترحب بيا وتقولي نورت المكان وبدأت فعلا اطمن.. واضح ان الناس هنا طيبين
اتغدينا واتلمينا كلنا في العنبر وعملنا الشاى وبدأنا نهزر مع بعض… لكن.. وائل قال حاجة زعلتني جداً وخلاني قومت سبت القعدة ومشيت
قال… هو صحيح انت تربية ملجأ يا جابر؟
سؤال مش في محله… كنت مدايق جداً، روحت قعدت مع نفسي ولاول مرة اعيط بحرقة هو الماضي هيفضل يطارد فيا علي طول ولا اي
محدش جيه يواسيني ولا ياخد بخاطري
المهم ان الليل جيه والمفروض ان العشا الساعة 8 وبعدين نستعد للنوم
الساعة كانت 7 بليل.. دخلت العنبر رتبت هدومي في الدولاب عشان امبارح كنت تعبان.. رتبت الهدوم.. لكن فجأة سمعت صرخة خلت الناس كلها تتجمع عند مصدرها والي كان الحمام.. الناس دخلت وبدأت اسمع دوشة وصراخ.. جريت انا كمان على الحمام عاوز افهم في اي.. لكن الي شوفته كان صعب وبشع لاقصي درجة.. وائل مقتول بطريقة بشعة… جسمه كان محروق ومتفحم والادهي والاصعب انا الي قتله الاول شق بطنه وطلع احشاءه متخيلين المنظر مقرف ازاى.. وكأن الي قتله ده كان مستمتع وهو بيقتله… بسرعة الناس اتصلت بالشرطة الي جات وفتحت تحقيق.. طبعاً اتحقق مع كل الموجودين.. واتقال ان الشخص الي قتل ده في منتهى الذكاء لانه قدر يخفي البصمات بحرقه للجثة.. لكن مين الشخص الي ممكن يقتل بالطريقة دي.. انسان اتجرد من الاحساس ومن كونه انسان اصلا
اليوم ده كان من اصعب الأيام لكن الاستاذ سميرطلب يقعد معانا وقلنا
_انا عارف اننا مرينا النهاردة بحادث اليم ومش هبالغ لو قولت احنا في مصيبة.. انا مراعى مشاعركم وحزنكم علي زميلكم لكن انا طالب منكم اننا نتعامل عادي وبكرة ننزل نشوف شغلنا ده اكل عيشنا
ردينا عليه ووقولنا كلنا
_ لكن الي مات ده بني آدم واحنا اعصابنا تعبانه من الي شوفناه.. لو انت حاسس ومراعى فعلا توقف الشغل لحد ما نعرف مين قتل وائل.. احنا مش هنشتغل غير لما نعرف مين القاتل
_ الي مش عاجبه كلامى يتفضل يصفي حسابه ويمشي والكلام خلص لحد هنا
مشي الاستاذ سمير او سمير بيه وكلنا بصينا لبعض وبصراحة محدش كان عنده استعداد يسيب الشغل.. مكنش جيلي نوم بعد الي حصل ده كنت مش عارف افكر ولا اخد قرار الي سمعته عن المكان ده كوم والي حصل امبارح ده كوم تاني خالص
لكني من كتر التفكير عيني راحت في النوم.. صحيت علي نفس صوت النقر من تاني.. المرة دي تجاهلت وقولت مش هقوم لكن صوت همس في ودني وقال وائل مش احسن منك عشان يتريق عليك بس بصراحة انت اتفننت في قتله.
اي الي انا سمعته ده مين الي بيتكلم مين وانت بتقول انا قتلت مين.. انا مقتلتش حد.. جابر جابر انت بتخرف ولا اي قوم يا جابر
_مين؟
_مين اي انا مدكور قوم ابراهيم عاوزك في المخبز دلوقتي..
_ليه هي الساعة كام؟
_الساعة 12 بليل قوم انا معرفش هو عاوزك ليه
مشي مدكور وانا مستغرب هو عاوزني في اي ده.. قومت ونزلت المخبز عشان اشوف ابراهيم عاوز اي.. دخلت المخبز وفضلت ادور مش لاقيه لكن فجأة سمعت صوت ورايا… اتلفتكان كلب كلب كبير لونه أسود وكان بيعمل صوت كأنه بيزوم عليا لكن لاحظت ان الكلب ده شعره بيوقع وكان بيقرب منى.. فضلت ارجع لورا وهو يقرب ارجع وهو يقرب وفي لحظة هجم عليا.. صرخت ولقيت الناس الي في العنبر كلها بتفوقني ده كان كابوس.. الحمدلله
الناس رجعت نامت والساعة كانت 5 الصبح يعني خلاص.. الصبح طلع فضلت صاحي شوية، قومت من السرير ودخلت الحمام وبعد ما خلصت جيت اخرج الباب اتقفل عليا ومش راضي يفتح وزي ما احنا عارفين اي الي بيحصل في المواقف دي ايوة بالظبط.. النور قطع والحمام غرق في الضلمة.. مكنتش خايف لا كنت مرعوب حرفيا
شغلت كشف التليفون الصغير الي معايا.. وحاولت افتح الباب لكن برضو مش عايز يفتح فضلت اخبط وانادي.. في الوقت ده ايد اتحطت علي كتفي بصيت بالكشافكان شخص رفيع جداً لدرجة ان العضم بارز في وشه.. وقلي ابراهيم الدور علي ابراهيم، في اللحظة دي النور رجع ولقيت الي خلاني هموت من الرعبالمرايا مكتوب عليها بالدم إبراهيم
فتحت باب الحمام والمرة دي اتفتح معايا وخرجت اجري رجعت العنبر وانا باخد نفسي بالعافيه وبقول ربنا يسترها
الساعة جات 8 الصبح وروحنا كلنا علي الميس عشان نفطر كالعادة.. لاحظت ان إبراهيم بيبصلي بصات غريبة ومكنتش فاهم حاجة.. خلصنا الفطار وروحنا علي شغلنا.. لقيت إبراهيم بيقولي
_ جهز نفسك انت هتنزل معايا العجين النهاردة
_بس انا مبعرفش اعجن
_تتعلم يا اخويا اومال انت جاي هنا تهبب اي!
_انت بتكلمني كده ليه يا إبراهيم
_بكلمك ازاي يعني.. انا الي قولته يتسمع
مكنتش فاهم إبراهيم بيكلمني كده ليه.. وعدي اليوم لحد ما مدكور جيه وصحاني عشان انزل اعجن العجين مع إبراهيم.. خليني اوضح اننا عندنا عجانة بالكهربا بنحط فيها العجين وبنحركه برضو بايدينا.. المهم اني نزلت معاه العجين.. واحنا شغالين قلي
_ انت ليك دخل بموت وائل؟
_انت قولت اي.. انت مجنون
_انت الي كنت بتقول كده وانت نايم كنت بتقول انك قتلت وائل
_ ااكيد كنت بخرف وانا نايم مكنتش في وعيي
_عموما كل حاجة هتبان قريب
حط إبراهيم ايده عشان يقلب العجين ومعرفش اي الي حصل العجانة مسك فيها ماس كهربائي وبدأ جسم إبراهيم يتنفض بقوة وفضل يقول
الحقني الحقني افصل الكهربا.. انا فعلا عايز اتحرك لكن انا رجليا اتجمدت في الارض مش عارف اتحرك.. ووقع إبراهيم جثة هامدة قدام عينيا مبقتش عارف اعمل اي
طلعت اجري ابلغ اي حد بالي حصل.. صحيت الناس كلها وانا بصرخ فيهم إبراهيم مات.. إبراهيم مات.. الناس كلها جريت علي المخبز عشان يشوفوا المنظر… لقيت في ناس بتقولي انت الي قتلته.. انت الي قتلته … كنت بدافع عن نفسي وبقول محصلش.. جات الشرطة وبدأت تحقق من تاني واخدوا اقوالي وبعد فحص الجثة من الطب الشرعي قالوا انه مات بسبب ماس كهربائي..الناس بدأت تعتزر ليا عن انهم اتهموني بقتل إبراهيم
صاحب المستودع سمير بيه قرر يدينا اجازة 3 ايام نريح اعصابنا وقال انه خلال ال3ايام دول هتشتروا اكل من بره من فلوسكم.. وافقنا لاننا فعلاً محتاجين نرتاح ونريح اعصابنا شوية… خلال ال3 ايام دول محصلش اي حاجة والدنيا بدأت تهدي تدريجي لكن في نهاية اليوم التالت كنت نايم وكان مفيش حد في العنبر غيري.. معرفش الناس راحت فين.. صحيت علي صوت واحد بيقولي سبتني اموت ليه يا جابر.. سبتني اموت ليه.. فتحت عينيا كان الي واقف قدامي إبراهيم… عاوز اتكلم لكن حاسس اني عجزت عن الكلام.. لكني قدرت اتكلم وقولتله انت ميت دلوقتي انت ميت بتتكلم ازاي.. قرب مني ومسكني من رقبتي وفضل يخنق يخنق فيا وانا انازع.. لحد ما قدرت اتخلص من ايده وفضلت اكح كتير.. المكان ده مش طبيعي وفيه حاجة غلط… قومت ورحت قعدت مع مدكور علي البوابة.. اول ما شافني قال
_اهلا يا جابر خير في حاجة ولا اي
_ لا أبداً قولت اجي اقعد معاك شويه
_ نورت يا سيدي تشرب شاي
_ اه ياريت عشان الدنيا برد
_ مالك وشك مخطوف كده ليه كأنك شوفت عفريت
_ عشان انا فعلاً شوفت عفريت يا مدكور انا شوفت إبراهيم.. إبراهيم يا مدكور الي هو المفروض مات
_ بقولك اي انا قولتلك قبل كده بلاش تركز بس انت بتعاند وشاغل بالك معرفش ليه
_يعني انت عارف اي الي بيحصل يا مدكور؟
_ ايوة عارف ومقدرش اتكلم ولا افتح بوقي ده كان سمير بيه يطين عيشتي
_ هو سمير بيه كمان عارف
_ بقولك اي انت هتجيبلي المشاكل قوم ارجع العنبر ولا شوف انت رايح فين
قومت مشيت من عند مدكور وانا مش فاهم حاجة.. اي الي بيحصل في المكان ده وليه؟
رجعت العنبر علي صوت صرخة.. جريت علي العنبر بسرعة لقيت… يتبع الجزء الثالث
……
انتظروني مع الجزء الثالث من مستودع الانابيب واحداث مرعبة وغامضة
مستودع الانابيب
الجزء الثالث والاخير
جريت علي العنبر بسرعة لقيت حسين ده
واحد من الناس الي اتهمتني بقتل إبراهيم كان متعلق في سقف العنبر بحبل وبيتخنق والمقرف ان لسانه كان مقطوع وكان بيحاول يخلص نفسه.. كلنا دخلنا من باب العنبر وجرينا عليه عشان نلحقه لكن حصلت حاجة غريبة.. كل ما كنا بنحاول نشده كان الحبل بيخنقه اكتر زي ما يكون في حد بيشده ناحية السقف وفي لحظة قطع النفس ومات… حزن كبير وحزن ورا حزن بيتوالي ومحدش فاهم اي الي بيحصل ده.. وكالعادة جات الشرطة وتحقيق جديد ورفع بصمات والنتيجة صفر.. القاتل مش معروف
اتبلغ سمير بيه انه في امر بقفل المستودع وتشميعه نظرا للمصايب الي بتحصل دي وان ده هيتم في خلال اسبوع
وللمرة التانية يطلبنا سمير بيه وقال وهو متعصب اسمعوني كويس المكان ده مش هيتقفل.. المكان ده الي فاتح بيوتكم ومستحيل هقفلوا انا هتصرف وبقولكم المكان هيستمر والي مش عاجبه يمشي انا خلاص معنديش كلام تاني والقرار في النهاية ليكم
وقام مشي وبعدها بدأت الناس تمشي… لكن حصلت حاجة في تاني يوم غيرت الصورة وخلتني افهم.. الناس كلها كانت في الشغل واحنا بنشتغل صباعي اتجرح.. طلبت منهم اني هوصل العنبر اربطه بحاجة وارجع.. رجعت العنبر وبمجرد ما رجعت ودخلت لقيت باب العنبر بيقفل ببطئ والنور اطفي لوحده جيت اخرج لقيت بيتكتب علي الحيطة بالدم مدكور.. بلعت ريقي بالعافية وطلعت اجري علي مدكور كان قاعد علي البوابة اول ما شافني قال
_ يا فتاح يا عليم على الصبح عاوز اي ياعم انت
_ مدكور هما اختاروك انت المرة دي.. الدور عليك يا مدكور الدور عليك
_انت بتقول اي يا جابر ومين الي اخترني
_الاموات يا مدكور انت الي عليك الدور احكيلي انت مخبي اي يمكن اعرف اساعدك
مدكور بدأ يبكي وبعدها اتكلم وقال الظاهر ان الوقت جيه عشان اتكلم وربنا يسامحني.. انا ورثت الشغلانة دي عن ابويا الله يرحمه الحج عبد التواب كان هو حارس المستودع وكان زيه زي اي مكان عادي الناس بتاجي وبتشتغل فيه والدنيا تمام.. لحد ما جيه المكان واحد لامؤاخذة يعني ظروفه كان زي ظروفك كان لقيط ملهوش لا اب ولا ام واشتغل جوه بس كان بتاع مشاكل وكل يوم يتخانق مع العمال كان اسمه سيف لحد اليوم الي حصلت فيه المصيبة… مصيبة اي يا مدكور… في اليوم ده ستة دخلوا المخبز عشان يشتغلوا كان منهم سيف.. طلب منه حسن اقدم واحد في المكان انه يروح يجيب انبوبة.. كان معترض وقاله واشمعنا انا وشدوا مع بعض في الكلام وفي الاخر سيف راح جاب الانبوبة وركبها لكنه مركبهاش كويس ريحة الغاز انتشرت في المكان. في الوقت ده كان خرج سيف يجيب ولاعة وهو داخل من الباب الناس بتقوله متولعش لكن هو كان بيجربها وفي اللحظة دي انفجار قوي جداً حصل في المخبز ومات الستة.. وجيه امر بقفل المكان تماماً ومرت سنة لكن سمير بيه بعلاقاته قدر يفتح المكان من تاني ويجدد المخبز لكنه مكنش يعرف ان المكان اتسكن.. كان كل يوم يشوف حاجات غريبة وعفاريت الناس دي.. قرر يجيب حد من الي بيعالجوا وقالوا مفيش غير حل واحد اني اقري عليهم تعويذة عشان يهدوا.. وافق سمير بيه واتقري عليهم تعويذة.. سمير بيه كان فاكر الحكاية كدة خلصت.. لكن الجن الي بدأ يظهر لسمير بيه وقاله انه هيسيبه يعيش مقابل انه هيسلموا قرابين.. وان المطلوب منه يفضل فاتح المكان وهو هيختار من العاملين القرابين دي.. ووافق سمير بيه بس هو قلي اني مش هتأذي والله هو وعدني بده
_طيب واشمعنا انا الي بشوف ده يا مدكور
_جايز عشان ظروفك زي ظروف الشاب الي اسمه سيف
مدكور خلص كلامه والحكاية الغريبة دي وفضل يعيط… ويقولي انا مش عايز اموت مش عايز اموت.. سبته ومشيت وانا بفكر في حل طيب هعمل اي دلوقتي.. روحت قعدت في مكان لوحدي وطلعت تليفوني واتصلت بالشخص الي المفروض رباني سعفان.. رد عليا بمنتهي البرود وقلي
_نعم بتتصل عاوز اي
_ حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. انت جنس ملتك اي انت عارف انت عملت فيا اي انت.. انت السبب دلوقتي في كل حاجة بتحصلي هفضل العنك لحد اخر يوم في عمري.. اشوف فيك يوم حسبي الله ونعم الوكيل
قفل السكة في وشي ورجعت العنبركنت واقف قدام الدولاب بلم شنطة هدومي عشان امشي انا الشاب الي اتحكم عليه انه يقول حاضر من غير ما يفكر وهفكر ازاي وانا جاهل.. كل همى كانت الفلوس عشان اعرف اعيش ومش مهم اي حاجة تاني… لكن خلاص انا مش قادر اتعامل معاهم تانى .. مش هقدر اتعامل مع الاموات تاني مبقتش قادر اتحمل.. اكيد دلوقتي بتقولوا عليا مجنون بس عادى ما كل الناس قالت كده بس محدش شاف الي انا شوفته هنا.. محدش شاف الجثث وهي بتتكلم… كنت بكلم نفسي لحد ما سمعت صوت بيقولي وتفتكر انا هسيبك تمشي.. بصيت ورايا مش هقولكم شوفت عفريت.. لا هو كان شخص لابس بدلة شيك جداً وقلي
_انت الي وقع عليك الاختيار مكان سمير انه يكمل معانا العهد
_ سمير مين.. سمير بيه
_ايوه، سمير خلاص دوره انتهي لما فكر يمشي الناس من هنا.. هو خلاص كتب نهايته بأيده وانتحر في مكتبه بس محدش لسه اكتشف الجثة.. زي ما مدكور الي انتحر كده
_ مدكور انتحر
جيت اجري مسكني من كتفي وقال
_انت الي هتكمل العهد والا هيكون مصيرك زيهم.. وموافقتك هتفتح ليك ابواب النعيم وهتخليك تاخد حقك من كل واحد جيه عليك
سبته وطلعت اجري علي اوضة مدكور.. لقيته ميت بطريقة بشعه.. قلبه متشال من مكانه.. انهرت ووقعت في الارض ومفيش عشر دقايق كانوا العمال اكتشفوا ان سمير بيه انتحر لقيوه في المكتب من صدره لحد بطنه مشقوق وخارجة اشلاء منه بره.. والمفاجأة انه كتب المكان بالي فيه ليا انا.. مكنتش مصدق
جات الشرطة كالعادة ولقيت الظابط بيقولي باستغراب… امر قفل المكان اتلغي والمكان هيفضل مفتوح.. سمعت ضحكة في ودني وصوت بيقولي كل حاجة متاحة ليك.. نفذ الي قولتلك عليه وهتشوف الي عمرك ما شوفته
بعد مرور سنة
كنت بنفذ العهد مع الجن سروط والي عرفته عنه انه جن موكل بهلاك الناس.. سلمت قرابين كتير للجن وبقا معايا فلوس اقدر اشتري الي انا عاوزه.. لحد ما طلبت من سروط اني ارجع البلد عاوز اذل سعفان واعرفه واوريه انا بقيت اي
رجعت البلد الي كنت عاوزه اني اذل سعفان بس مش اكتر.. اقدر اقولكم انه اترمي تحت رجليا كل ده عشان الفلوس.. لكن الي حصل اني وانا واقف معاهم في البيت هو ومراته.. لقيت نفسي بطلع السكينة وبدبحهم مكنتش في وعيي.. ولما فوقت صرخت وفضلت اقول ليه يا سروط ليه.. انا مكنتش عايز اقتلهم ليه خلتني اقتلهم
فرد وقال عشيرتي اخترتهم قرابين وانا مقدرش ارفضلهم طلب.. وبعدين انت زعلان علي الشخص الي طردك وكان بيعاملك اسوء معاملة
انا مكنتش عايز اقتلهم انا كنت عاوز اذلهم علي القرش واحرمهم منه بس لكن عمري ما تخيلت اني هموتهم….. من اللحظة دي بدأت تحصل خلافات كتير بين وبين الجن سروط..وبدأ يهدد انه قريب مصيري هيكون زي مصير سمير.. قررت اني هقفل المكان وبدأت فعلاً إجراءات القفل.. خلاص مش فارقة معايا تهديداته ولاول مرة احس اني عملت حاجة صح.. حسيت اني عايز اتطهر من ذنوب كتير ومش عارف ازاي.. فضلت ماشي لحد لما لقتني قدام جامع.. جوايا مليون حاجة بتقولي ادخل حلك هنا خلاصك هنا.. دخلت وقعدت لكني جاهل مش بعرف أقرأ ولاحتي اعرف اتوضي عشان اصلي.. ولقيت نفسي بعيط.. شافني شيخ الجامع وجيه قعد معايا وقلي
_مالك يبني بتعيط ليه
_ انا كل ذنوب يا عم الشيخ انا غلطت كتير بس مش عارف اتوب ازاي.. حتي الصلاة مش بعرف اصليها
_ ان الله غفور رحيم.. احكيلي يبني مالك وانا هساعدك واقف معاك
بدأت احكي للشيخ كل حاجة حصلتلي من يوم ما جيه سعفان اخدني من الملجأ لحد دلوقتي.. الراجل مكنش مصدق الي بحكيه.. وقلي
_انا هرقيك وهعلمك ازاي تتوضي وتصلي
_بجد يا عم الشيخ
_ايوة يبني بجد وان شاءلله خير
وبدأ الشيخ يقرأ عليا آيات من سورة البقرة وقرأ عليا الرقية الشرعية وده الي انا عرفته منه بعدين.. وهو بيقرأ عليا كنت حاسس بأصوات كتير بتخترق عقلي وصداع هيفرتك دماغي.. وصوت سروط في ودني بيقولي مش هسيبك مش هسيبك انا هخرج دلوقتي بس هرجعلك تاني.. صدقني هرجعلك تاني
حسيت بألم وكأني عضمي بيتكسر.. احساس استمر دقيقة وبعدها لقيت نفسي قادر ارتحت.. الشيخ قال
_ الحمدلله خرج يبني بس انا طالب منك طلب.. ارجع افتح المستودع هو دلوقتي باسمك.. انت هتساعد ناس كتير انها تشتغل وهتكفر علي ذنوبك
_ انت شايف كده يا عم الشيخ
_ ايوه يبني وان شاءلله مفيش حاجة هتحصل تاني
بعد أسبوع كنت فاتح المستودع وبدأت اعمل صيانة واجدد كل حاجة كنت حاسس اني فعلاً بكفر عن ذنوبي وانا بساعد الشباب تشتغل سجلت كل حاجة علي شرايط عشان ابعتها لواحد اعرفه.. لكن النهاردة حصلت حاجة غريبة.. كنت قاعد علي المكتب ودخل واحد وقلي انا حسام وجاي عايز اشتغل في المستودع
_اهلا بيك انت منين وعايش فين؟
_مش عايش فى مكان انا مليش مأوي وجاي اشتغل عشان كده
_ انت والدك ووالدتك فين؟
_انا مليش اب ولا ام انا لقيط تربية ملجأ
_تقدر تستلم شغلك من النهاردة اتفضل
مش عارف اقول اي.. بس هل الدايرة بتدور الحكاية هتتعاد.. ولا دي مجرد صدفة؟
….
تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى